إضراب محتمل يهدد رحلات «إير كندا» ويعرقل سفر 100 ألف مسافر

تنامي التوترات في الأراضي الكندية يلوح في الأفق مع اقتراب ساعة الصفر لإضراب مرتقب من قبل مضيفي الطيران المنضوين تحت لواء النقابات في شركة "إير كندا"، عملاق الطيران الكندي. عقارب الساعة تدق معلنة قرب الموعد النهائي، المحدد في تمام الساعة 1:00 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة يوم السبت.
وتشير التقديرات إلى أن الشركة ستضطر آسفة إلى إلغاء ما يقارب 500 رحلة جوية بحلول نهاية يوم الجمعة العصيب، مما سيترك ما يناهز 100 ألف مسافر في حالة من الضياع بحثًا عن بدائل سفر مناسبة.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن "FlightAware"، قامت "إير كندا" بإلغاء 164 رحلة جوية حتى الساعة 11:20 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (15:20 بتوقيت غرينتش).
يستعد زهاء 10 آلاف مضيف جوي للبدء في الإضراب، وذلك على خلفية توقف المفاوضات المتعلقة بالعقود. تطالب النقابة بإصرار برفع الأجور وتوفير تعويضات مالية مجزية عن ساعات العمل غير مدفوعة الأجر، مثل الفترات التي يقضونها في استقبال الركاب والانتظار الطويل في المطارات بين الرحلات.
من المتوقع أن يؤثر هذا الإضراب المحتمل بشكل بالغ على قطاع السياحة الكندي في أوج موسم السفر الصيفي، مما يضع الحكومة الليبرالية الحالية برئاسة رئيس الوزراء مارك كارني في موقف حرج وأمام معضلة كبرى. وقد طلبت الشركة تدخل الحكومة بشكل رسمي.
وقد حثت غرفة تجارة تورونتو أوتاوا على التدخل الفوري لاحتواء الموقف، محذرة في الوقت نفسه من أن هذا الإضراب قد يلحق ضررًا فادحًا بسمعة كندا على الساحة العالمية.
وبموجب قانون العمل الكندي المعمول به، يحق لوزيرة العمل باتي هاجدو التقدم بطلب لتدخل مجلس العلاقات الصناعية بهدف فرض التحكيم الملزم، وذلك لحماية الاقتصاد الوطني من التداعيات السلبية.
وعلى الرغم من الاستقلالية التي يتمتع بها المجلس، فإنه غالبًا ما يوافق على طلبات التحكيم بعد دراسة متأنية للموضوع، وهي عملية قد تستغرق عدة أيام.
ومن المتوقع أن ترد النقابة اليوم (الجمعة) على طلب "إير كندا" بالتحكيم الملزم، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنها تميل إلى رفضه جملة وتفصيلاً.
من الناحية الاقتصادية، يقدر المحلل توم فيتزجيرالد من "تي دي كوين" أن إضرابًا لمدة ثلاثة أيام قد يكلف الشركة ما يقارب 300 مليون دولار كندي من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك.
وعلى الرغم من هذه التوقعات القاتمة، ارتفعت أسهم الشركة بنسبة تزيد قليلاً عن 1% في بورصة تورونتو بحلول منتصف النهار يوم الجمعة.
ويتمحور النزاع الدائر حاليًا حول آلية تعويض المضيفين الجويين، حيث دأبت شركات الطيران تقليديًا على دفع أجورهم فقط خلال فترة تحليق الطائرة في الأجواء. لكن في المفاوضات الأخيرة، يطالب المضيفون في أمريكا الشمالية بتعويض عادل ومنصف عن جميع ساعات العمل، بما في ذلك المهام المتنوعة مثل استقبال الركاب والانتظار لساعات طويلة في المطارات.
تقوم "إير كندا" وشركتها الفرعية منخفضة التكلفة "إير كندا روج" بنقل ما يقارب 130 ألف مسافر بصورة يومية، وتعتبر "إير كندا" أكبر شركة طيران غير أمريكية تقدم رحلات جوية إلى الولايات المتحدة.