رئيس الأمن السيبراني الإسرائيلي متهم باستدراج قاصرين في لاس فيغاس

المؤلف: محمد الصاحي (القاهرة)08.19.2025
رئيس الأمن السيبراني الإسرائيلي متهم باستدراج قاصرين في لاس فيغاس

أعلنت شرطة لاس فيغاس الحضرية عن إلقاء القبض على ثمانية أفراد، في عملية أمنية مُحكمة، استهدفت المتهمين بارتكاب جرم استدراج القُصّر عبر شبكة الإنترنت لأهداف جنسية دنيئة، ومن بين هؤلاء المقبوض عليهم توم أرتيوم ألكساندروفيتش، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي يشغل منصبًا رفيعًا كرئيس أحد الأقسام الحاسمة في وحدة الأمن السيبراني الوطنية الإسرائيلية.

وفقًا لبيان شرطة لاس فيغاس، فقد تم ضبط المتهمين خلال عملية أمنية مُحكمة امتدت على مدار أسبوعين كاملين، وجرى تنفيذها بتعاون وثيق بين قوة العمل المختصة بجرائم الإنترنت المرتكبة ضد الأطفال، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بالإضافة إلى شرطة هندرسون ونورث لاس فيغاس، وتحقيقات الأمن الداخلي، ومكتب المدعي العام في ولاية نيفادا.

يُواجه جميع الموقوفين اتهامات جنائية خطيرة تتعلق بالشروع في استغلال الأطفال جنسيًا عبر الإنترنت، وهي تُصنف كجناية يُمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لمدد تتراوح بين سنة واحدة وعشر سنوات كاملة، وذلك استنادًا إلى قانون ولاية نيفادا الصارم، وتم حجز سبعة من المتهمين في مركز احتجاز هندرسون، بينما تم إيداع المتهم الثامن في مركز احتجاز مقاطعة كلارك.

تجدر الإشارة إلى أن ألكساندروفيتش كان موجودًا في مدينة لاس فيغاس لحضور فعاليات مؤتمر "بلاك هات بريفينغز"، وهو حدث سنوي مرموق يجمع نخبة من خبراء الأمن السيبراني من مختلف أنحاء العالم، وكان يمثل الحكومة الإسرائيلية في هذا المحفل الهام، وبعد التحقيق معه، تم إطلاق سراحه بكفالة مالية قدرها 10,000 دولار أمريكي، وعاد على الفور إلى فندقه استعدادًا لمغادرة البلاد والعودة إلى إسرائيل في غضون يومين فقط.

أثارت هذه القضية برمتها جدلًا واسع النطاق، وذلك بسبب التضارب الصارخ بين التصريحات الصادرة عن السلطات الأمريكية، التي أكدت بشكل قاطع واقعة الاعتقال، والبيان الرسمي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي نفى فيه صحة الاعتقال، وزعم أن ألكساندروفيتش "تم استجوابه فقط" في قضية لا تمت بصلة إلى طبيعة عمله الحكومي.

لا تزال التحقيقات جارية ومستمرة في هذه القضية الحساسة، حيث لم تُفصح السلطات الأمريكية حتى الآن عن أية تفاصيل إضافية تتعلق بالادعاءات الموجهة تحديدًا ضد ألكساندروفيتش أو ضد المتهمين الآخرين المتورطين في القضية.

من جانبها، أعلنت وحدة الأمن السيبراني الإسرائيلية عن اتخاذ إجراء احترازي يتمثل في إيقاف ألكساندروفيتش عن العمل بشكل مؤقت، وذلك ريثما يتم التوصل إلى توضيح كامل وشامل لكافة جوانب القضية، مشيرةً إلى أنها لم تتلقَّ بعد أية تفاصيل رسمية من السلطات الأمريكية المسؤولة عن التحقيق.

يُذكر أن وحدة الأمن السيبراني الوطنية الإسرائيلية، التي تخضع لإشراف مباشر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تُعتبر من الجهات الرائدة في مجال الحماية السيبرانية على مستوى العالم، وتضطلع بمهمة حماية البنية التحتية الحيوية في إسرائيل من التهديدات والهجمات الإلكترونية المتزايدة، الأمر الذي يجعل تورط أحد كبار مسؤوليها في قضية جنائية بهذا القدر من الحساسية حدثًا صادمًا وذا تداعيات دولية محتملة كبيرة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة