السمنة قبل الحمل- خطر التوحد العصبي على الأطفال

المؤلف: «عكاظ» (واشنطن)08.19.2025
السمنة قبل الحمل- خطر التوحد العصبي على الأطفال

أظهرت دراسة أكاديمية حديثة، أنجزها باحثون مرموقون من جامعة هاواي في مانوا، أن اكتساب المرأة لوزن زائد قبل فترة الحمل قد يترك بصمات عميقة على التطور العصبي لأطفالها، ويرتبط بظهور أنماط سلوكية مشابهة لأعراض اضطراب طيف التوحد لديهم، وذلك كنتيجة لتحولات جينية موروثة تنتقل عبر الأجيال.

وأفادت نتائج الدراسة أن السمنة المفرطة قد تتسبب في حدوث تحولات أيضية جذرية تؤدي إلى ظهور ما يُعرف بـ "التعديلات فوق الجينية" في بويضات الأم، وهي عبارة عن تغييرات طويلة الأمد ذات تأثير بالغ الأهمية، إذ يمكن أن تنتقل هذه التعديلات إلى الجنين النامي وتؤثر بشكل مباشر في الجينات الحيوية المسؤولة عن التطور السليم للدماغ، ومن بين هذه الجينات الهامة جين "Homer1"، الذي يضطلع بدور محوري وأساسي في تنظيم الإشارات العصبية المعقدة، وعمليات التعلم واكتساب المعرفة، وتقوية الذاكرة.

ويأتي هذا الاكتشاف العلمي الهام في سياق الارتفاع المطرد والمقلق في معدلات السمنة واضطراب طيف التوحد على مستوى العالم، إذ تشير الإحصاءات الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن ما يزيد عن 42٪ من البالغين يعانون من السمنة، بينما يعيش طفل واحد من بين كل 31 طفلاً وبالغ واحد من بين كل 45 بالغًا مع اضطراب التوحد.

ولإجراء هذه الدراسة المعمقة، استخدم الباحثون تقنية التلقيح الاصطناعي المتقدمة (IVF) ونقل الأجنة، مما أتاح لهم فرصة سانحة لدراسة التأثيرات الوراثية المبكرة بدقة متناهية وتفصيل أكبر، وأظهرت التجارب الدقيقة التي أُجريت على نماذج حيوانية أن ذكور الفئران التي ولدت لأمهات يعانين من السمنة قد عانت من ضعف ملحوظ في التفاعل الاجتماعي الطبيعي وسلوكيات تكرارية نمطية، وهي سمات تعتبر من العلامات المميزة المرتبطة باضطراب طيف التوحد.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة