الغرق- مأساة صامتة يمكن الوقاية منها بجهود بسيطة
المؤلف: «عكاظ» (نيويورك) OKAZ_online@08.20.2025

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة بشأن تفاقم مشكلة الغرق التي تودي بحياة إنسان كل دقيقتين على الصعيد العالمي، مما يجعلها في مقدمة الأسباب المؤدية إلى الوفاة غير المقصودة، لا سيما بين فئة الأطفال واليافعين. تكشف الإحصائيات أن أكثر من تسعة أعشار حوادث الغرق المأساوية تقع في البلدان ذات الدخل المحدود والمتوسط، حيث تعاني المرافق المائية من نقص حاد في معايير السلامة الضرورية، فضلاً عن غياب الرقابة الفعالة على ممارسي السباحة. تشدد المنظمة على أن بالإمكان تجنب هذه الوفيات المروعة من خلال تطبيق إجراءات وقائية يسيرة، على غرار توفير دروس لتعليم فنون السباحة، وتعزيز الإدراك بمخاطر المسطحات المائية، وتوفير أدوات ومعدات الإنقاذ في الأماكن العامة المتاحة للجميع. يمثل الغرق عبئاً صحياً واقتصادياً باهظاً، إذ يخلف آثاراً مدمرة طويلة الأمد على الأسر والمجتمعات، ويؤدي إلى خسارة أرواح بشرية لا تحصى سنوياً دون أن يلقى الاهتمام المناسب. وناشدت المنظمة الحكومات بضرورة تضمين برامج الحماية من الغرق في صلب سياساتها الصحية والتربوية، وتشجيع الدراسات والأبحاث الهادفة إلى استنباط حلول إبداعية للحد من هذه الكارثة المستمرة بصمت. الرسالة الجوهرية التي يجب التأكيد عليها هي أن الغرق ليس قدراً محتوماً، وأن الاستثمار السخي في تدابير الوقاية كفيل بإنقاذ أرواح الملايين من البشر.