جيل حيوي سويدي- "جلد في حقنة" لعلاج الحروق بفعالية

المؤلف: «عكاظ» (ستوكهولم)08.20.2025
جيل حيوي سويدي- "جلد في حقنة" لعلاج الحروق بفعالية

في إنجاز علمي باهر، قام ثلة من العلماء المبدعين من جامعة لينشوبينغ السويدية بتطوير هلام فريد من نوعه، يحوي في طياته خلايا حية، أطلقوا عليه اسم "جلد في حقنة". يُمكن لهذا الابتكار الرائد أن يُحدث ثورة في مجال زراعة الجلد، ويُستخدم بكفاءة عالية في معالجة الحروق البليغة.

أفادت دورية "Advanced Healthcare Materials" المرموقة بأنه في الحالات الحرجة من الحروق، غالبا ما يتم الاكتفاء بزراعة الطبقة السطحية الرقيقة من الجلد، والمتمثلة في "البشرة". إلا أن هذا الإجراء التقليدي غالبا ما يُسفر عن تشوهات جمالية وظيفية، وظهور ندوب جلدية خشنة ومنفرة، وذلك بسبب الغياب التام لطبقة أعمق وأكثر تعقيدا وحيوية، ألا وهي طبقة "الأدمة". وتتميز طبقة الأدمة باحتوائها على شبكة معقدة من الأوعية الدموية الدقيقة، والأعصاب الحسية، وبصيلات الشعر المتناهية الصغر، وهي المسؤولة بشكل مباشر عن مرونة الجلد، ومنحه مظهره الصحي، فضلا عن وظائفه الحيوية المتعددة.

وأوضح العلماء المتخصصون أن الحصول على طبقة الأدمة في المختبر يمثل تحديا كبيرا، وذلك نظرا لكونها تتكون من تراكيب بيولوجية مختلفة ومتنوعة. لذا، فقد تم اقتراح منهجية مبتكرة تعتمد على زراعة "وحدات بناء" متخصصة، وهي عبارة عن خلايا النسيج الضام (الخلايا الليفية) التي تتميز بسهولة زراعتها وتكاثرها في المختبر، فضلا عن قدرتها الفائقة على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة، وذلك وفقا لاحتياجات الجسم المتغيرة.

وأضاف هؤلاء العلماء المبتكرون، أنه من أجل تحقيق هذه الفكرة الخلاقة على أرض الواقع، تتم زراعة الخلايا الليفية بدقة وعناية على كرات جيلاتينية صغيرة، تشبه إلى حد كبير في تركيبها الكولاجين الطبيعي الموجود في جلد الإنسان. وللحفاظ على تماسك الجل مع هذه الكرات الدقيقة في موضع الجرح، يتم مزجه بتركيز معين من حمض الهيالورونيك، ثم يتم دمج المكونات مع بعضها البعض باستخدام تفاعل كيميائي دقيق ومحكم. وقد أدت هذه العملية برمتها إلى الحصول على مادة متينة وقوية، فضلا عن كونها سهلة الاستخدام والتطبيق، وهي المادة التي أطلق عليها العلماء اسم "جلد في حقنة".

ووفقا لرؤية العلماء الواثقة، ستكون هذه المادة المبتكرة وسيلة فعالة ومجدية لاستعادة الجلد التالف بشكل كامل لدى المصابين بالحروق الخطيرة، مما يمنحهم أملا جديدا في حياة طبيعية وصحية. ومع ذلك، أكد العلماء على أن هناك حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات المعمقة، وذلك بهدف التأكد التام من فعالية هذه التقنية الجديدة الواعدة، وتقييم سلامتها على المدى الطويل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة