ضعف الاتصال الدماغي- سبب عدم الاستمتاع بالموسيقى لدى البعض

المؤلف: «عكاظ» (جدة) okaz_online@08.21.2025
ضعف الاتصال الدماغي- سبب عدم الاستمتاع بالموسيقى لدى البعض

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة برشلونة، ونُشرت في دورية «اتجاهات العلوم المعرفية»، أن أحد العوامل التي تفسر عدم استمتاع بعض الأفراد بالموسيقى يكمن في ضعف الترابط الوظيفي بين الشبكة السمعية في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة بشكل أساسي عن ترجمة ومعالجة الأصوات المختلفة، ودائرة المكافأة، وهي الدائرة العصبية التي يتم تنشيطها عادةً عند الشعور بالبهجة والسرور. هذا الضعف في الاتصال يؤدي إلى ظهور حالة فريدة تُعرف باسم «انعدام المتعة الموسيقية المحددة»، حيث تفشل الموسيقى في إثارة أي شعور بالابتهاج أو الاستمتاع على الرغم من قدرة هؤلاء الأفراد على الاستجابة والانفعال بشكل طبيعي لمصادر المتعة الأخرى مثل تناول الطعام اللذيذ، أو الحصول على المال، أو الانخراط في تفاعلات اجتماعية مبهجة.

استخدم الباحثون تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة لإجراء مقارنة دقيقة بين نشاط مراكز المتعة في الدماغ لدى مجموعة من المستمعين العاديين ومجموعة أخرى تعاني من هذه الحالة النادرة. وكشفت النتائج عن غياب شبه كامل لردود الفعل الإيجابية والمشاعر المبهجة لدى المجموعة الثانية عند استماعهم إلى مقاطع موسيقية جذابة وممتعة. ولمعرفة مدى انتشار هذه الحالة بين الناس، قام الفريق بتطوير «استبيان برشلونة لمكافأة الموسيقى»، وهو أداة تقييم شاملة تقيس التفاعل العاطفي والاجتماعي والجسدي والسلوكي للأفراد مع الموسيقى. وأظهرت نتائج الاستبيان أن الأفراد المصابين بهذه الحالة حصلوا على درجات منخفضة بشكل ملحوظ في جميع المحاور.

ويعتقد العلماء أن هذه الظاهرة قد تمثل جزءاً من طيف أوسع من الاضطرابات العصبية التي تحد من قدرة الدماغ على الاستجابة لأنواع معينة من المحفزات، وقد يكون ذلك نتيجة لعوامل وراثية، أو عوامل بيئية، أو حتى إصابات دماغية. ويؤكد الباحثون بشدة على أن عدم التأثر بالموسيقى لا يشير بالضرورة إلى وجود خلل في شخصية الفرد أو قدرته على الإحساس، بل قد تكون كراهيته للموسيقى ناتجة عن أسباب متعددة، بما في ذلك الاختلافات الفردية في تكوين الدماغ وطريقة عمله.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة